قوله تعالى: ((بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الجار والمجرور متعلق بمحذوف؛ و المحذوف يقَدَّر فعلاً متأخراً مناسباً؛ فإذا قلت: "باسم الله" وأنت تريد أن تأكل؛ تقدر الفعل: "باسم الله سآكل"لقد بدأ الله سبحانه و تعالى كتابه الكريم بأفضل آية قرآنية هي: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ), فهي أول آية سطرت ورقمت في القرآن الكريم, بدأ بها رسولنا الكريم مختلف أقواله و خطبه و أعماله , هي آية في أربع كلمات أنزلها الله تعالى لتكون حصنا و شفاء و رحمة لكل مؤمن رضي بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. ترتبط البسملة بما بعدها فباسم الله سبحانه يكون الحمد له.وبسم الله تكون الهداية في القول أو الفعل المراد البدء به.وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر الحديث" و قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "من لم يذبح فليذبح باسم الله"
قال البعض أن البسملة في كل سورة راجعة إلى غرض السورة والمعنى المحصل منه، وعلى هذا يكون الغرض من بسملة الفاتحة هو حمد الله بإظهار العبودية له سبحانه بالإفصاح عن العبادة والاستعانة وسؤال الهداية، فهو كلام يتكلم به الله سبحانه نيابة عن العبد ليعلمه ما أوجب عليه،و ليكون متأدبا في مقام إظهار العبودية بما أدبه الله
أجمع القراء السبعة على الإتيان بالبسملة عند ابتداء القراءة بأول أي سورة من سور القرآن بما فيها سورة الفاتحة, ما عدا سورة التوبة (براءة) وكان الإجماع على أنه: " َتُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ الْبَسْمَلَةِ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا وينبغي أن يحافظ عليها حتى أن بعض العلماء اعتبر ختمة القرآن ناقصة إذا لم يأت القارئ بالبسملة في أول كل سورة غير براءة "ِ ولما سئل الإمام أحمد رحمه اللهَ عن قراءتها في أول كل سورة قال أنه" لا يَدَعَهَا " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا جزيلا لتعليقكم تنمني تكرار الزيارة للإفادة من توجيهاتكم