

- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً [مريم : 56]
- وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ [الأنبياء : 85]
ذهب بعض العلماء من الصحابة ومن بعدهم إلى أنهما -أي إلياس وإدريس- اسمان لنبي واحد، روى ابن كثير والبخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا. في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به أي بإدريس قاله له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.وقد رجح ابن كثير أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس،والحق هو ماجاء في القرآن من البيان الذي ذكر الياس عليه السلام باسمه الصريح مع الانبياء الاحدث لعهد محمد زكريا يحيى وعيسى بينما ذكر ادريس باسمه الصريح مع اسماعيل وذا الكفل وهو عهد أقدم فميز القران بين ادريس والياس عليهما السلام فقال في الياس:
- وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ [الأنعام : 85]
- وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ [الصافات : 123]
![]() |
صحف ادريس عليه السلام |
بينما يعتقد المسلمون انه أول
نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا
إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط
الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها
ادريس في القران :
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في القران وذكره في موضعين باسمه الصريح :
إدريس في الإسلام
ذكره القرآن الكريم باسمه في سورة مريم، الآيتين 56 و57 حيث قال تعالى: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا "
"إدريس" هو
أحد الأنبياء الكرام الذين أخبر الله عنهم في كتابه فوصفه بالنبوة
والصديقية. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما السلام، وذكر
ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني
سنين. وقد قال طائفة من الناس أنه المشار الية في حديث معاوية بن الحكم
السلمي لما سأل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل فقال: " إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك "
يؤمن المسلمون بأن النبي محمد بن عبد الله قد قابل "إدريس" في السماء الرابعة أثناء المعراج في رحلة الإسراء والمعراج.قال محمد صلى الله عليه وسلم : (.. فأتيتُ على إدريس فسلمتُ، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي) [البخاري].
ويروى
أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان لا يغرز إبرة إلا قال:
سبحان الله! فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً، وذكر
بعض العلماء أن زمن إدريس كان قبل نوح -عليه السلام- والبعض الآخر ذكر أنه
جاء بعده،
روى أنه لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه فلما حانت وفاته أوصى إلى أبنه أنوش فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن ثم من بعده ابنه مهلاييل فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام على المشهور. وكان ثالث نبي بعد آدم وشيث عليهما السلام.واختلف في موته فقيل إنه لم يمت بل رفع حيًّا، كما رفع عيسى -عليه السلام- وقيل: إنه مات كما مات غيره من الرسل، والله أعلم.
ولادته وعمره
وقد
اختلف العلماء في مولده ونشأته، قال بعضهم إنه ولد في فلسطين وقال بعضهم
إن "إدريس" ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر وقيل غير ذلك، ولما كبر
آتاه الله النبوة فنهى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث
فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع غفير، فنوى الرحيل عنهم وأمر من أطاعه منهم
بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل
بابل؟ فقال: الله رزقنا هاهنا وهو رازقنا غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى
أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه يدعو
الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق.
وقد كانت مدة إقامة "إدريس" في الأرض 82 سنة ثم رفعه الله إليه كما ذكر القرآن "وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"
أعماله:
كانت
لادريس عليه السلام مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق
جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، وأمرهم بالصلاة والصيام
والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة،وقيل إنه كان في زمانه 72 لسانا
يتكلم الناس بها وقد علمه الله منطقهم جميعا ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم.
وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل
فرقة من الأمم مدنا في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة. ويعتقد بأنه أول
من خط بالقلم ودون الصحف التي أنزلت عليه من الله وأنه أول من خاط الثياب
البيض زي الصابئة ولبسها.
إدريس في ديانة الصابئة المندائيون
يعتقد الصابئة أنه "دنانوخ" الوارد ذكره في كتاب الصابئة المقدس وأنه نفسه اينوخ الوارد ذكره في الكتاب المقدس.
والصابئة هي أقدم ديانة سماوية توحيدة موجودة اليوم وقيل هي ديانة الله الأولى التي أنزلت على نبيه ورسوله آدم. لهم كتابهم المنزل الذي يسمى "جنزا ربا" اي الكنز العظيم، ويعتبر النبي "دنانوخ ادريس" رابع الانبياء عندهم، ولمكانة "النبي ادريس" وابنه مكانة مميزة بهذه الديانة السماوية حيث ترد نصوص كثيرة حول حياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا جزيلا لتعليقكم تنمني تكرار الزيارة للإفادة من توجيهاتكم